تقديم إشكالي
عرفت إنجلترا منذ العقد الرابع من القرن 17م ثورة دينية وسياسية نتيجة الصراع القائم بين النظام الملكي المطلق والنظام البرلماني.
- فما هي أسباب هذه الثورة؟
- وما هي نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟
تعددت الأسباب التي دعت إلى قيام الثورة الإنجليزية
أدت الأسباب الاقتصادية والاجتماعية إلى قيام الثورة الإنجليزية
أدت سياسة تسييج الأراضي الفلاحية التي عرفتها إنجلترا إلى
انتفاضة الفلاحين ضده سنة 1607م، فتم تهديدهم بالطرد من الاقطاعات
الفلاحية، في حين كان النبلاء يحاولون الاستيلاء على السلطة، وقد شكل فرض
الكالفنيين لضريبة الاستهلاك على المنتوجات الغذائية منطلقا لحركات التمرد
سنة 1646م، إضافة إلى ذلك ساهم ارتفاع الأسعار بانجلترا في قيام الثورة مما
أدى إلى فرض الهجرة باتجاه أمريكا الشمالية.
اندلعت الثورة الإنجليزية لأسباب سياسية ودينية
الأسباب السياسية
تبنى ملك إنجلترا جاك الأول أفكارا سياسية تدعو إلى الملكية
المطلقة، وحاول أن يفرض على البرلمان آرائه حول الحق الإلهي والوراثي في
الحكم، وعدم اعتبار الملك مسؤولا أمام الشعب بل أمام آلله فقط، وشخصه لا
يمكن أن يخضع للقانون باعتباره هو القانون، كما ساهم في اندلاع الثورة
الإنجليزية قصر مرحلة الحكم لدى ملوك أسرة ستيوارت خلال القرنين 17 و18م من
فترة الملك جاك الأول (1603) إلى مرحلة الملك جورج الأول (1727).
الأسباب الدينية
في عهد الملك جاك الأول: دخلت إنجلترا خلال فترة الملك جاك
الأول بعد وفاة الملكة إليزابيت، مرحلة اضطرابات دينية بعد إعلانه لحكمه
ونظرا لتربيته الكالفنية بدأ في تطهير الكنيسة الأنجلكانية من الكاثوليك
والبيوريتان بطرده ل 300 رجل دين بيوريتاني.
في عهد الملك شارل الأول: كان للملك شارل الأول دور مهم في
إشعال فتيل الثورة، إذ كان ميالا للاستبداد، كما حاول اكتساب التأييد
الشعبي عن طريق إعلان الحرب على إسبانيا، إلا أن هزيمته جعلته يفرض قروضا
على التجار مما ، دفع بالبرلمان إلى التدخل وإصدار وثيقة سميت بملتمس
الحقوق، فأدت معارضة البرلمان إلى تأزم العلاقة مع القصر، فأصدر شارل
مرسوما يقضي بحل البرلمان وحكم البلاد ما بين سنتي 1629 و1640م دون أن
ينازعه أحد على السلطة.
مرت الثورة الإنجليزية بمرحلتين
المرحلة الأولى من الثورة الإنجليزية وأحداثها (1642 – 1649)
أدت مجموعة من الانتفاضات في أيرلندا واسكتلندا، والصراع بين الفرسان والجنتري إلى:
- حل البرلمان من طرف الملك شارل الأول سنة 1629م.
- نشوب حرب أهلية بين الفرسان والجنتري وانتصار أصحاب الرؤوس المستديرة سنة 1642م.
- تأسيس جمهورية كرومويل.
- إعدام الملك شارل الأول يوم 30يناير 1649م.
أدى تفاقم الصراع بين البرلمان والملك شارل إلى تأزم الأوضاع
السياسية، فبادر الملك سنة 1649م إلى القيام بمحاولة اعتقال زعيم المعارضة
إلا أنه فشل في ذلك، مما أدى به إلى الهروب إلى لندن، وهكذا انقسم الثوار
إلى قسمين متنافرين، أحدهما انحاز إلى البرلمان (الطبقة الوسطى
والبرجوازية)، والقسم الآخر انضم إلى الملك (معظم الأرستقراطيين الزراعيين
والكاثوليك والانجليكانيين).
أحداث المرحلة الثانية "الثورة المجيدة" (1659 – 1689)
نتج عن تحركات أنصار الملكية للعودة إلى السلطة وديكتاتورية
جمهورية كرومويل الذي تزعم المعارضة البيوريتانية ضد الملك شارل الأول إلى:
- حل البرلمان من طرف كرومويل.
- عودة الملكية المطلقة مع شارل الثاني وجاك الثاني.
- الصراع بين حزبي الويك والتروي، مما أدى إلى استدعاء غيوم الثالث وماري الثاني لتولية الحكم سنة 1668م.
- المصادقة على المطالبة بالحقوق في دجنبر 1689م التي تضمنت عدة مطالب، منها: انتخاب أعضاء البرلمان يجب أن يضل حرا، انتخابات التعبير داخل البرلمان يجب ألا تعاق.
تعدد نتائج الثورة الإنجليزية
النتائج السياسية للثورة الإنجليزية
بدأت الملكية الدستورية تتطور تحت حكم الملك غيوم الثالث
والملك آن نحو نظام برلماني تمارس فيه سلطة تشريعية حقيقية بوزراء مسؤولين
أمام نواب الشعب، يختارون من الحزبين الكبيرين بالبلاد اللذان يمثلان
الرأي العام الإنجليزي، مما أدى إلى تحول بريطانيا إلى ملكية برلمانية.
النتائج الاقتصادية والاجتماعية للثورة الإنجليزية
ظهرت نتائج الثورة الانجليزية اقتصاديا واجتماعيا في توسيع آفاق البورجوازية:
- على المستوى الفلاحي: تم تجفيف المستنقعات، وتسييج الحقول الزراعية، وممارسة زراعات عصرية، وتحديث تربية الماشية.
- على المستوى الصناعي: تم تطوير استخراج المعادن وصناعة التعدين والقطن، كما تم الاهتمام بصناعة النسيج.
- على المستوى التجاري: هيمن الأسطول الإنجليزي على التجارة العالمية، مما أدى إلى ظهور بوادر النظام البنكي الحديث.
كل هذا أدى إلى تقوية موقع البورجوازية الإنجليزية وتعزيز الوجود الاستعماري البريطاني عبر مناطق العالم.
خاتمة
مرت الثورة الإنجليزية بعدة مراحل أهمها الثورة المجيدة، وقد
ساهمت التحولات السياسية التي عرفتها إنجلترا خلال القرن 17م إلى اندلاع
عدة ثورات بأوربا.
إرسال تعليق