تقديم إشكالي
نهجت الأنظمة الدكتاتورية سياسة التوسع لمواجهة آثار الأزمة
الاقتصادية، فاصطدمت بمصالح الأنظمة الديمقراطية الاستعمارية، وبذلك نشبت
الحرب العالمية الثانية.
- فما هي أهم أسباب ومراحل ونتائج هذه الحرب؟
ساهمت مجموعة من العوامل في اندلاع الحرب العالمية الثانية التي مرت بعدة مراحل
أسباب الحرب العالمية الثانية
تضافرت عدة أسباب لاندلاع الحرب العالمية الثانية، ومنها أسباب غير المباشرة، وتتمثل في:
- مخلفات الحرب العالمية الأولى: فعلى اثر هذه الحرب سيتم توقيع العديد من المعاهدات التي أقرت شروطا قاسية في حق الدول المنهزمة (كان من أهمها معاهدة فرساي)، أدت هذه المعاهدة إلى إضعاف ألمانيا عسكريا وماليا، حيث قـُلصت جيوشها، وفـُرضت عليها غرامة مالية عجزت عن أدائها، مع اقتطاع أجزاء ترابية منها لفائدة دول مجاورة، وأدى ذلك إلى استياء الشعب وظهور نظام هتلر النازي·
- أزمة 1929: بحيث ساهمت هذه الأزمة في تدهور اقتصاد الدول الرأسمالية الديمقراطية، مما سيؤدي إلى تقوية الأنظمة الدكتاتورية ونهجها لسياسة التوسع للحصول على أسواق تجارية لتصدير فائض إنتاجها واستيراد حاجياتها.
هذا وستعرف العلاقات الدولية فيما بين الحربين 1919–1939
تطورات هامة بحيث سيقوم هتلر بخرق بنود معاهدة فرساي بإعادة تسليح بلاده،
أن كما بعض الديكتاتوريات ستبدأ في التوسع بحيث ستحتل ايطاليا الحبشة،
وستتوسع اليابان في منشوريا شمال الصين، كما أن هذه الديكتاتوريات ستنسحب
من عصبة الأمم، وستقوم بتكوين تحالفات فيما بينها.
- السبب المباشر: شكلت التوسعات الألمانية السبب المباشر في اندلاع الحرب العالمية الثانية، فمع نهاية ثلاثينيات القرن الماضي سيبدأ هتلر سياسته التوسعية، بحيث سيضم النمسا في إطار ما تعرف بالانشلوس سنة 1938م، وفي نفس السنة سيقوم بضم إقليم السوديت التشيكوسلوفاكي قبل أن يقوم بضم تشيكوسلوفاكيا كاملة سنة 1939م، لكن اجتياحه لبولونيا في فاتح شتنبر 1939 سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد تدخل فرنسا وانجلترا.
مراحل الحرب العالمية الثانية
مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين أساسيتين:
- المرحلة الأولى امتدت من 1939م إلى 1941م: شهدت هذه المرحلة انتصارات دول المحور، فقد تمكنت الجيوش الألمانية من غزو بولونيا والسيطرة على حوض البحر المتوسط ومعظم الدول الأوربية، والشروع في غزو الاتحاد السوفياتي سنة 1941م، كما عرفت هذه المرحلة حرب الغواصات التي استهدفت عزل انجلترا عن مستعمراتها، كما لجأت اليابان إلى تدمير أهم قاعدة أمريكية في المحيط الهادي "بيرل هاربور".
- المرحلة الثانية امتدت من 1942م إلى 1945م: شكلت هذه المرحلة مرحلة تحول موازين القوى لصالح الحلفاء فانهزمت ألمانيا في معركة ستالينغراد واستسلمت سنة 1945م، ثم إيطاليا وكذلك اليابان بعد ضربها بقنبلتين ذريتين (مدينتي ناكازاكي وهيروشيما)، وقد عرفت هذه المرحلة اتساع رقعة الحرب بدخول الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بعد قصف هذه الأخيرة لقاعدة بول هاربر الأمريكية، كما ستعرف هذه المرحلة إنزال قوات الحلفاء بشمال إفريقيا التي ستعرف أطوارا من الحرب العالمية الثانية.
خلفت الحرب العالمية الثانية عدة نتائج
النتائج البشرية
أسفرت الحرب العالمية الثانية عن ملايين القتلى في صفوف الدول
المتحاربة (أزيد من 60 مليون قتيل) خصوصا ألمانيا والاتحاد السوفياتي
واليابان، ويمكن تفسير هذه الخسائر البشرية الفادحة بطول فترة الحرب،
والأسلحة الفتاكة التي استخدمت فيها، وقد كان لهذه الخسائر انعكاسات
ديموغرافية واقتصادية كتراجع الولادات وشيخوخة المجتمع وما رافقهما من
ازدياد لمعدلات الإعالة ونقص في اليد العاملة.
النتائج الاقتصادية
أدت الحرب العالمية الثانية إلى تدمير البنيات التحتية للعديد
من البلدان الأوربية، مما انعكس على الإنتاج الصناعي والفلاحي الذي انخفض
بأكثر من %50، كما أن تكلفة الحرب الباهظة دفعت بمعظم الدول الأوربية
للاقتراض من الخارج، مما أدى إلى ارتفاع المديونية والأسعار وانخفاض مستوى
المعيشة داخل أوربا عامة.
النتائج السياسة
أدت الحرب العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى على
الصعيد العالمي، حيث عقد الحلفاء عدة مؤتمرات فرضوا خلالها مجموعة من
المعاهدات على الدول المنهزمة (باستثناء ألمانيا المقسمة)، كما أن مؤتمر
يالطا 1945 وضع خريطة العالم لما بعد الحرب، كما تغيرت الخريطة السياسية
لأوربا، ويمكن إجمال أهم التغيرات فيما يلي:
- اندماج دول البلطيق (استونيا، ليتونيا، لتوانيا) بالاتحاد السوفياتي.
- توسع بولونيا في اتجاه بحر البلطيق.
- تحول دول أوربا الشرقية إلى الشيوعية وإلتحاقها بالاتحاد السوفياتي.
- تقسيم ألمانيا والنمسا إلى منطقتي نفوذ وعاصمتيهما إلى أربع مناطق نفوذ: فرنسية، بريطانية، أمريكية وسوفياتية.
- تأسست هيئة الأمم المتحدة سنة 1945م على أنقاض عصبة الأمم للحفاظ على السلم العالمي، ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
خاتمة
شاركت المستعمرات الإفريقية والأسيوية في الحرب العالمية
الثانية إلى جانب أوربا، ولذلك ستطالب بعد الحرب باستقلالها السياسي، مدعمة
في طلبها بالاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وميثاق الأمم المتحدة.
إرسال تعليق