تقديم إشكالي
واجهت الأنظمة الديمقراطية في أوربا صعوبات كبيرة بعد الحرب
العالمية الأولى، واتجهت بعض الدول الأوربية للخروج من هذه الصعوبات إلى
إقرار أنظمة ديكتاتورية بدأ تطبيقها في ايطاليا على يد الفاشية، وتمثل
النازية الألمانية نموذجا لفهم ظاهرة الأنظمة الديكتاتورية من حيث ظروف
قيامها، وأسلوب حكمها ونتائجها.
- فما هي أهم أسباب ومظاهر ونتائج ظهور هذه الحركة؟
ساهمت عدة عوامل في ظهور الدكتاتورية الألمانية
مهدت عدة عوامل لظهور النازية
ساعدت عدة ظروف على وصول الحزب النازي إلى الحكم:
- على المستوى السياسي: أدى انهزام ألمانيا في الحرب العالمية الأولى إلى انهيار النظام الإمبراطوري، واشتداد التنافس بين الأحزاب السياسية الألمانية على السلطة، بالإضافة إلى تنازل غليوم الثاني عن الحكم، وأقيمت حكومة فيمار، فانتشرت اضطرابات سياسية واقتصادية لم تستقر إلا بعد سنة 1924م، وعقب فشل أدولف هتلر في الاستيلاء على السلطة خلال انقلاب 1923م، اهتم بالعمل الحزبي وشارك في الانتخابات مستغلا الاستياء العام في ألمانيا نتيجة معاهدة فرساي والآثار السلبية لأزمة 1929، فتضاعف عدد المنخرطين في حزبه النازي، فوصل إلى السلطة سنة 1933 بعد الفوز في الانتخابات.
- على المستوى الاقتصادي: واجهت حكومة فيمار صعوبات اقتصادية كارتفاع الأسعار، واختلال التوازن بين الإنتاج والاستهلاك نتيجة ارتفاع التكاليف، وخسائر الحرب، بالإضافة إلى مساندة شركة كروب للحزب النازي.
- على المستوى الاجتماعي: عرفت ألمانيا ارتفاع في نسب البطالة وانخفاض في الأجور.
عمل هتلر بعد وصوله إلى الحكم على إرساء دعائم الديكتاتورية النازية في ألمانيا
إثر فوز هتلر في الانتخابات عـُين مستشارا لألمانيا، وقد عمل على تطبيق نهجه الديكتاتوري في مختلف الميادين:
- في الميدان السياسي: قام بحل النقابات، ومنع الأحزاب، وفرض الحزب الوحيد، وإلغاء النظام الفدرالي وإقرار النظام المركزي، وجمع بين منصبي المستشارية والرئاسة منذ غشت 1934م، وأصبح الفوهرر هتلر يتمتع بسلطات واسعة.
- في الميدان الاقتصادي: نهج هتلر سياسة الاقتصاد الموجه في إطار التخطيط مع إعطاء الأولوية للأشغال الكبرى والصناعات العسكرية، بالإضافة إلى العمل على توسيع المجال الحيوي لاحتواء فائض السكان، وتوفير المواد الأولية الضرورية لاستمرار الشعب الألماني، أدت هذه الإجراأت إلى انتعاش الاقتصاد الألماني وتراجع البطالة.
- في الميدان الاجتماعي: تم جعل العرق الآري محور حياة الجماعة مع التأكيد على ضرورة الحفاظ عليه نقيا.
منهجية دراسة البيوغرافية التاريخية على شخصية هتلر
حياة هتلر وصفاته وأفكاره
ولد أدولف هتلر بمدينة برونو النمساوية سنة 1889م، وانخرط في
الجيش سنة 1914م، وانظم إلى الحزب الوطني الاشتراكي للعمال الألمان سنة
1919م، وأصبح رئيسا له سنة 1921م، وقاد أول انقلاب سنة 1923م، وسجن سنة
1924م، وعين مستشارا سنة 1933م، وجمع بين الرئاسة والمستشارية سنة 1934م،
وانتحر سنة 1945م، وتتمثل أهم أفكار هتلر في اعتبار النازية، نقيض النظام
البرلماني، لكونها تحصر المسؤولية في شخص الزعيم. وارتكازه في بناء الدولة
على أساس عنصري، ينكر المساواة بين الأعراق، ويرفض البقاء للضعفاء، ويعتبر
المجال الحيوي من مقومات البقاء للشعب الألماني.
سمات الدولة النازية
تتمثل أهم سمات الدولة النازية في الشمولية التي تسعى إلى
إقرار نظام ديكتاتوري يحتكر كل السلط، حيث أحدث هتلر نظاما نازيا يقوم على
تجميع السلط في يده، ومنع حرية التعبير، وإلغاء النظام البرلماني والتعددية
الحزبية، وهو بذلك نظام عنصري يقوم على تمجيد العنصر الجرماني الآري،
وكراهية الأجانب من يهود وماركسيين وليبراليين، واهتم هتلر أيضا بالتخطيط
الاقتصادي وتقوية الصناعة التجهيزية والعسكرية، وتشغيل العاطلين، وتشجيع
الولادة والانخراط في الشبيبة الهتلرية، وحدد دور الدولة في إقصاء العناصر
الأجنبية وتطهير المجتمع من الضعفاء، والإعداد للتوسع الإمبريالي لتأمين
المواد الأولية وتصدير المواد الألمانية وتجاوز قرارات معاهدة فرساي.
خاتمة
ساهمت القيود التي فرضت على ألمانيا بموجب الحرب العالمية
الأولى في ظهور التطرف السياسي، الذي توج بوصول النازية إلى السلطة وعودة
التوتر إلى العلاقات الدولية، مما تسبب في قيام الحرب العالمية الثانية.
إرسال تعليق